|
| Accueil |
Créer un blog |
Accès membres |
Tous les blogs |
Meetic 3 jours gratuit |
Meetic Affinity 3 jours gratuit |
Rainbow's Lips |
Badoo |
|
|
|
|
المعرفة
08/03/2008 22:00
حينما نتحدث عن شروط النظر، سواء ما يمس معتقدات الناس أو القضايا الشرعية، وكذا الفلسفية والفكرية والواقعية، التي يتصدى لها الفكر الإنساني، فإن هذا يقودنا –مثلما رأينا- إلى مراتب الناس في المعرفة. |
|
|
 |
التي هي حق مشروع لكل المواطنين، من الناحية النظرية والمبدئية، لكنها ليست متاحة للجميع، وحتى مدارك الناس و"عقولهم" أصناف، في الوقت الذي يقتاتون من فضيلة المعرفة. ولعل هذا التصنيف المنهجي، لا يروم وضع "طبقات" من أهل المعرفة ومن ليس من أهلها، أو لم يتح له أن يكون من أهلها، بقدر ما أن الواقع والتاريخ هما اللذان يلقيان بظلالهما بعيدا عن الشعارات المثالية، التي تكرس في العمق اللامعرفة والاستيلاب الفكري، خصوصا في عصرنا الذي اختلت فيه الكثير من الموازين والمقاييس في أغلب المجالات، وهذا ما يشكل تربة حقيقية لبروز الكثير من الظواهر اللافتة، فالجهل لا يقف عند من يعرف الكتابة والقراءة أو من لا يعرفهما، أو من يستخدم التقنيات والوسائل العصرية المتطورة، باعتبارها "قيمة" استهلاكية، بدراية وإتقان، وأحيانا في غير ما وجدت من أجله، تعلق الأمر بالدول والمجتمعات أو الجماعات والتنظيمات، أو الأفراد، أو من لا يستعملها أصلا، لتعذر ذلك، أو لعدم تأقلمه معها، لذلك لا يمكن لأي مجتمع، بنظامه ودولته، أن يكون قويا في ظل عدم تزويده بما يلقحه ثقافيا وفكريا (مقاومة الجهل الفكري)، وهذا ما ينقصنا، في جانب ما ابتلينا به من مشاكل اقتصادية واجتماعية معقدة، تلعب فيها التخطيطات المبعثرة دورا أساسيا.
هذا ما يجعلنا نلح على ضرورة إعادة النظر في وضعنا الثقافي والاجتماعي وفي الواقع السائد، حماية للمستقبل، عبر قراءة تراثنا من جديد، المستنير وغير المستنير منه، مع ظهور عقليات ممزقة من حيث الوعي والوجود والرأي،تساهم في تدبير وتسيير الأزمات، عوض التفكير في كيفية مجاوزة مثل هذه العقبات، وهو ما لا يمكن أن يحصل في غياب تضافر كل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية الاقتصادية والاجتماعية، السياسية والفكرية والمدنية، شريطة الإلمام وانتقاء وتدعيم المؤهلين لذلك بكفاءاتهم وإنتاجاتهم الفكرية، إذ ما أحوج المجتمع إلى تمجيد التثقيف والعلم والمعرفة الإنسانية، والوجودية، فمعرفة جوهر الشيء خير من ضبط كيفية استعماله دون ربط ذلك بوظائفه، سواء تعلق الأمر بالعلم أو السياسة أو الثقافة، أو بالسلطان (الحكم).
من هذا المنطلق، فإن هناك قضايا لا يمكن أن تعالج إلا بالبرهان، ولا يمكن أن يطرقها إلا أهله، وأخرى بالجدل لأهل الجدل، وغيرها بالطبيعة والإرشاد لأهله، وهذا ما رام الفلاسفة العرب والمسلمون القدامى معالجته من منظوراتهم وتصوراتهم، فمثلا فإن الغزالي في كتابه (التفرقة) يصنف مراتب الوجود إلى خمسة : (ذاتي، وحسي، وخيالي، وعقلي، وشبهيّ)، أما في (إلجام العوام عن علم الكلام) فأشار إلى أربع مراتب للوجود : (وجود في الأعيان، ووجود في الأذهان، ووجود في اللسان، ووجود في البياض المكتوب عليه).
وحين تتم "المعرفة" في كل المجالات، بطريقة لا تراعي الخصوصيات والمدارك، مثلما يجري تعميم استعمال التقنية والتكنولوجيا، من قبل عقليات متخلفة، فإن الأمر يتحول إلى وبال على المجتمع وأفراده وطبقاته، و"شبهة" بين أوساطه، وهذا لا يعني ضرورة احتكارها من قبل مجموعات و"طوائف" خاصة، وإنما ما يعوزنا هو توفير بنية ملائمة لتلقي الكثير من المعارف والمعلومات وطرق قراءة النصوص، والخطابات سواء المقدسة أو غيرها، وكذا كيفية التعامل وتوظيف مختلف الآليات والوسائل المتاحة، وغير ذلك، عبر تنظيم المجتمع وتحديث الدولة، وتكريس دولة القانون، واستثمار الموارد البشرية في إطارها السليم، وإعادة الاعتبار للعلوم الإنسانية، التي تعمل على تأطير وتكوين وبناء شخصية الأفراد، أمام تنامي العديد من الظواهر المجتمعية المعقدة، والتي تتأبَّى عن القبض من خلال آليات فكرية تهادن الواقع أو تتحول إلى أداة لتبريره وإمراره، والاكتساح الأجنبي لروافد قيمية ليست كلها ملائمة لمجتمعاتنا، كما أن جزءا من مقوماتنا الحضارية والثقافية والتاريخية قد لا يتواءم مع عدد من المجتمعات والثقافات الصاعدة، وعليه فإن : "العمل الحق هو امتثال الأفعال التي تفيد السعادة، وتجنب الأفعال التي تفيد الشقاء، والمعرفة بهذه الأفعال هي التي تسمى العلم العملي". (ابن رشد).
|
| |
|
|
|
|