benchakchak

VIP-Blog de louma6

benchakchak
VIP Board
Blog express
Messages audio
Video Blog
Flux RSS

55 articles publiés
0 commentaire posté
1 visiteur aujourd'hui
Créé le : 18/06/2007 23:35
Modifié : 18/11/2009 11:10

Garçon (40 ans)
Origine : casa
Contact
Favori
Faire connaître ce blog
Newsletter de ce blog

 Août  2025 
Lun Mar Mer Jeu Ven Sam Dim
282930010203
04050607080910
11121314151617
18192021222324
252627282930


| Accueil | Créer un blog | Accès membres | Tous les blogs | Meetic 3 jours gratuit | Meetic Affinity 3 jours gratuit | Rainbow's Lips | Badoo |


 

examen

29/01/2008 20:38

examen


يعرف قلق الامتحان بأنه حالة نفسية انفعالية تؤثر على اتزان الطالب النفسي وقدرته على استدعاء المادة الدراسية أثناء الامتحان يصاحبها أعراض نفسية وجسدية كالتوتر والانفعال والتحفز، وينتج ذلك عن الخوف من الرسوب أو الفشل، والرغبة في المنافسة والتوقعات العالية المثالية التي يضعها الطالب لنفسه أو يضعها الوالدين له، أو ضعف الثقة بالنفس.ويعتبر هذا القلق الذي يعتري الطالب أثناء وقبل الامتحان أمراً مألوفاً بل ضرورياً لتحفيزه على الدراسة ما دام يتراوح القلق ضمن مستواه الطبيعي ولا يؤثر بشكل سلبي على أدائه للمهام العقلية المطلوبة.

العوامل التي ترفع من قلق الامتحان:

كلما اقترب موعد الامتحان، تظهر على الطالب مجموعة من الأعراض الفسيولوجية والنفسية التي لم تكن موجودة عنده قبل فترة الامتحانات، كارتفاع نبضات القلب، وسرعة التنفس وجفاف الحلق والشفتين، وبرودة الأطراف وآلام البطن، والغثيان والحاجة إلى التبول والدوار، وفقدان الشهية، وتوارد بعض الأفكار السلبية والتوتر وقلة النوم والتفكير المستمر بالامتحان نتيجته.

وهناك مجموعة من العوامل تساعد في ظهور هذه الأعراض وبالتالي تزيد من قلق الامتحان عند الطالب وأهمها تراكم المادة التعليمية عليه نتيجة عدم متابعته لها أولاً بأول، وتهويل الأفكار التي يحملها الطالب عن الامتحانات، وتوقعات الأسرة الزائدة عليه والتي تنتظر منه الحصول دوماً على علامات مرتفعة، وأساليب التنشئة الاجتماعية التي تتبعها الأسرة مع أبنائها والتي تثير مشاعر الخوف والقلق وعدم الشعور بالراحة في محيط الأسرة الاجتماعي، وعدم استعداد الطالب جيداً للامتحان، إضافة إلى التصورات التي يزرعها المعلمون في نفوس الطلاب عن الامتحانات وعقابهم على نتائجها أحياناً، وقد تكون هذه الظاهرة اجتماعية متعلمة ومكتسبة عند رؤية الآخرين القلقين من الطلاب أو ما يسمعه الطلاب عن هذه الامتحانات، إضافة إلى موقف التقييم ذاته حيث أن هذا الموقف يضع الإنسان تحت الأنظار وبالتالي يثير لديه القلق.

دور الأسرة في قلق الامتحان:

تتأهب بعض الأسر عند اقتراب موعد الامتحانات ويتحول البيت إلى حالة طوارئ، حيث يغلق جهاز التلفاز وتمنع الزيارات وتنخفض الأصوات، ويمنع الأطفال الصغار من الاقتراب من أخيهم الذي يدرس، ..وما إلى هنالك من سلوكات تشيع الرهبة في نفس الطالب كأن تتبدى علامات القلق على وجه الأم في انتظار النتائج النهائية للامتحانات، والحث المستمر على الدراسة لإحضار علامات مرتفعة وكأن الوالدين هما اللذان سيؤديان الامتحان، لذلك كانت أهمية خفض مستوى القلق والتوتر عند الوالدين لأنها تنعكس على راحة الطالب النفسية والانفعالية قبل وأثناء تأدية الامتحان، ويمكن أن يساهم الوالدين في ذلك من خلال مجموعة من التوجيهات أهمها:

- عدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة من الطالب، واحترام قدراته كما هي.

- توفير جو عائلي يسوده الحنان والمودة والاستقرار، والتنشئة الاجتماعية التي تبني الثقة بين أفراد الأسرة وعدم القسوة أو الحماية الزائدة.

- إرشاد الطالب نحو الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات والبعيد المنبهات.

- الاستذكار والدراسة في مكان هادئ ومناسب ومريح للبصر وبعيداً عن أماكن النوم، وإرشاده إلى عدم السهر الطويل والحصول على ساعات نوم كافية.

- تفريغ الطالب للدراسة وعدم إشغاله بواجبات بيتية وعائلية.

- متابعة الامتحانات التي يؤديها الطالب عن طريق الأسرة أولاً بأول ومناقشتها معه لتحقيق رضاه عن النتيجة

- تقوية عزيمة الطالب وثقته بنفسه، وتعزيزه عند الحصول على نتائج طيبة، ورفع معنوياته عند الحصول على نتائج متدنية.

- عدم حرمان الطالب نهائياً من الترفيه أوقات الامتحانات، بل يجب تخصيص وقت لذلك بين حين وآخر على أن يرتبط الترفيه بالفترات الزمنية التي يمضيها في الدراسة.

- عدم مقارنة الطالب بزميل أو أخ له متفوق، لكي لا يحبطه ذلك أو يعيق تقدمه.

- تعويده على مكافأة نفسه عندما ينجز بعض الأعمال الدراسية.

دور المدرسة:

يمثل المعلمين أحياناً مصدراً لإثارة قلق الامتحانات وذلك عند تهويل قيمة الامتحان واعتباره مرحلة مصيرية في حياة الطالب، وتحدي الطلاب عن طريق وضع أسئلة صعبة ومعقدة والتهديد بترسيب البعض، إضافة إلى الجو العام الذي يخلقه المعلمون في قاعة الامتحانات كعدم السماح بالحديث أو السؤال أو النظر إلا في ورقة الامتحان، ومعالم الوجه العابسة، والتشكيك بحركات الطالب أثناء الامتحان وما إلى هنالك من قيود صارمة تثير القلق والتوتر. ولكي تلعب المدرسة دوراً إيجابياً في التخفيف من قلق الامتحان لا بد أن يتبع المعلمون مجموعة من السلوكيات أهمها:

- توجيه الطلاب نحو العادات الدراسية السليمة، ومساعدتهم على تقسيم المادة المطلوبة وفق برنامج زمني معين، يضمن عدم تراكم المادة المطلوبة على الطالب، بل أن تكون عملية المراجعة والدراسة أولاً بأول.

- رفع ثقة الطالب بذاته وبقدراته، وتدعيمه بين وقت وآخر، وتوجيهه نحو التخصصات العلمية التي يرغب بها والتي تتناسب مع ميوله وقدراته.

- تدريب الطلاب على تمارين التنفس والتحكم بالذات والاسترخاء البدني قبل وأثناء الدخول في الامتحان، وشرب الماء مثلاً أو الذهاب إلى الحمام.

- تدريب الطالب على أداء بعض الامتحانات التجريبية لكسر الحاجز النفسي بينهم وبينها، وخلق بيئة آمنة غير مهددة من قبل المعلمين أثناء تأدية الامتحان.

- زرع التفكير الايجابي عن الامتحان في نفس الطالب ومساعدته على التخلص من الأفكار السلبية عن الامتحانات، وضرب قصص وأمثلة إيجابية عمن تخطو هذه الامتحانات بجدارة واعتبارهم نموذج له، وأن الامتحان هو مجرد وسيلة لقياس أداء الطالب وليس هو الغاية في حد ذاتها.

وبقي أن نقول أن قدراً قليلاً من القلق هو مفيد للطالب ويشكل مصدر دافعيته للدراسة وتحقيق نتائج مرضية، إلا أن المستوى المرتفع من القلق سوف يؤثر على طريقة الاستذكار السليم للمادة الدراسية حتى لو أمضى ساعات طويلة في الدراسة، وحتى لو تمكن من الاستظهار في البيت فإن هذا القلق قد ينعكس سلباً أثناء الامتحان وبالتالي يعيق استدعاء المعلومات بشكل منتظم وترتيب الأفكار عند الإجابة، وقد يؤدي أيضاً إلى السرعة في الأداء ونسيان الإجابة عن بعض الأسئلة أو الخلط بينها، لذلك كان الدور هاماً على كل من الأسرة والمعلم في التخفيف من حدة هذا القلق وتوفير الجو الدراسي المريح والآمن الذي يزرع الثقة في نفس الطالب ويساعده على تخطي مرحلة الامتحانات بنجاح.





 
 


 

مضامين المؤسسة التربوية

17/12/2007 16:27

مضامين المؤسسة التربوية


 

مضامين المؤسسة التربوية

 

عبد العزيز قريش

مفتش تربوي

 

مقدمة

تشكل المؤسسة التربوية امتدادا مجتمعيا منظما ومجردا في قوالب وإطارات رمزية مليئة بمعطيات ثقافية وتاريخية وحضارية وعلمية ومعرفية وقيمية ومهارية و... ، وعلاقات بينية، وتفاعلات واقعية، ممارسة في فضاء مكاني وزماني معينين بواسطة نظام معين وطاقم بشري مؤهل لذلك في مختلف مستويات التأهيل المهني. ومن هذا المنطلق الاجتماعي تعد المؤسسة التربوية مؤسسة اجتماعية بامتياز؛ تعمل على اجتماعية المتعلم، بمعنى تصييره إنسانا اجتماعيا مقبولا في وسطه الاجتماعي وفئته الاجتماعية، منسجما مع مكونات مجتمعه، ومتفاعلا معها، ومتضامنا مع قضاياها ... والمؤسسة التربوية في ظل طبيعتها الاجتماعية تتأثر بما تتأثر به هذه الطبيعة نفسها في المجتمع، من سياسة واقتصاد وثقافة وتقدم علمي وحضاري إلخ؛ حيث يعدها الكثير من المفكرين والعلماء الاجتماعيين والتربويين والنفسيين معملا لإعادة إنتاج الطبقات الاجتماعية والمحافظة عليها؛ لكن ليس على الإطلاق، نظرا للتطور الذي يحصل في/على الطبقات الاجتماعية نفسها، نتيجة تفكك بنيات المجتمع المتنوعة عبر الزمن ونشوء بنيات أخرى جديدة. غير أن الفعل الاجتماعي في المؤسسة التربوية يبقى حاضرا بقوة، وهذا من مهمات هذه المؤسسة الاجتماعية التي تحولت بالفعل إلى مؤسسة مرهونة بنوعية نظام المجتمع الرسمي بدل رهنها للمجتمع العام من خلال هويته العامة بمميزاتها العامة والدالة عن خصوصياته العامة المشتركة التي تعبر عن المجموع الإنساني المشكل للمجتمع. واجتماعية الإنسان تسير في المؤسسة التربوية ـ رغم استحضار كل أبعاد التنوع والاختلاف في هذه الاجتماعية ـ في اتجاهين متلازمين متداخلين:

أ ـ اتجاه فردي: تساعد المؤسسة التربوية المتعلم على معرفة نفسه، لبناء ذاته باستمرار، من خلال الروافد: البيولوجي، والفسيولوجي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والاقتصادي، والإنساني، والعلمي ... فهذا الاتجاه: (مبدأ مساعدة الكائن على أن يعرف نفسه، ويجد نفسه ويعيد بناء ذاته إلى ما لا نهاية من خلال عمليات النضج البيولوجي والاندماج الاجتماعي والاندماج المهني والحضاري ).

ب ـ اتجاه مجتمعي: تساعد المؤسسة التربوية المتعلم على معرفة الآخر لبناء علاقات تفاعل إيجابي، وتفاعل ديمقراطي وحضاري إنساني، يستوعب الفروق والحدود، والاختلاف، والتباين، والتكامل الاجتماعي في إطار من التفاهم والتراضي بين الأنا والآخر للعيش سوية في مجتمع مؤسس منهما، وتنبثق هويته الاجتماعية من هويتهما معا. فضلا عن مساعدة المتعلم على معرفة الأنا الجمعية معرفة دقيقة والتماهي بها، وبخصائصها المختلفة، والتشبث بها كدلالة اجتماعية عن كيان الفرد وهويته التي تميزه عن غيره من الكيانات الأخرى والهويات الأخرى. وبهذين الاتجاهين تظهر اجتماعية الإنسان في المؤسسة التربوية، لتشكل موضوع الفعل التربوي الاجتماعي عبر مناشط فعلية : التعليم/التعلم التي تتمحور حول المتعلم نفسه ومضمون المنهاج الدراسي والمدرس والإدارة والأدوات والآليات وغيرها. وتشكل حقلا معرفيا يقاربه علم الاجتماع التربوي وعلم النفس الاجتماعي. واجتماعية الإنسان تشكل دلالة من دلالات بنية المؤسسة التربوية المختلفة، والتي يمكن استشفاف معالم منها من خلال خمس مضامين متلازمة ومتداخلة، متجلية في:

1 ـ مضمون مادي

يعبر عن نفسه في البناءات، والتجهيزات، والمعينات البيداغوجية، والموارد البشرية، والنظم القانونية، والممارسات الفعلية، التي تعطي لهذا المضمون دلالته الأنطولوجية ووظيفته المهنية؛ حيث يتصف كل مكون مادي بمواصفات خاصة، واردة من أدبيات مجاله وموضوعه، ومواصفات متقاطعة بينها ، واردة من الإطارات: الهندسية، والبيداغوجية، والديداكتيكية، والإنسانية، لأجل أداء وظيفته. ويلعب دوره من خلال كلية النسق، حتى تضمن المؤسسة تناغم مكوناتها، وتتكامل فيما بينها لأجل خلق فضاء مادي يساعد الإدارة والمدرسين والمتعلمين على أداء وظائفهم في جو مناسب، وظروف زمكانية، حدثية، مساعدة من أجل تحقيق أهداف المضمون المادي الذي لا تقوم بنية المؤسسة إلا به. وللمضمون المادي وظيفة اجتماعية مباشرة في العلاقة الاجتماعية، من حيث هو الفضاء الذي تمارس فيه هذه العلاقة، والمحيط الذي تتخذ داخله نشاطات معينة ، كما أنه الفضاء ذو الوظيفة الاجتماعية المركزة في الدلالة الرمزية والثقافية والاجتماعية. حيث يؤكد بونتا أن: (معاني الأشياء ليست كامنة فيها، بل إنها تصبح ذات معنى بسبب معرفتنا بها، وبصورة أخرى بسبب وظيفتها الاجتماعية)، إذ تعبر عن نمط العيش أو التفكير أو السلوك السائد في المجتمع، فمثلا: اتساع مساحة الفصل أو شساعة الساحة المدرسية لها دلالة رمزية للاعتناء بالمؤسسة التربوية، وللحرية وسعة التفكير، ورحابة الآفاق، والاهتمام بالجانب النفسي للمتعلم، فالشساعة تسمح له بالحركة الجسمية والتخيل ... بينما ضيقها دلالة رمزية على ضيق الأفق والتفكير، وكذا موقع المؤسسة التربوية في الرقعة الجغرافية داخل الحي أو القرية أو الدوار أو خارجه، يدل دلالة رمزية وفعلية على مكانة المؤسسة التربوية داخل منظومة حياة المجتمع الاجتماعية، فإما مقبولة اجتماعيا، أو مرفوضة اجتماعيا. فالموقع الجغرافي والطبيعي للمؤسسة يعبر عن مجموع القيم التي تربط المجتمع بمؤسساته، حيث ( يتضح أن طريقة استخدام الفراغ العمراني وارتباطه بالفراغات الأخرى أكثر تعبيرا عن القيم الاجتماعية المشتركة من الصورة البصرية الخارجية). كما أن المضمون المادي يربط الوقائع بتذكرها مكانيا أو زمنيا، خاصة تلك الذكريات الاجتماعية التي مورست وحدثت في فضاء المؤسسة التربوية، لما لها من أثر في النفس من حيث انطباعها في زمن مبكر من عمر المتعلم. وفي مرحلة معينة من الحياة المهنية للإدارة ولهيئة التدريس. واختزانها للصفاء أو التكدر الاجتماعي الإنساني، بما يفيد أن المضمون المادي بكل تجلياته يشكل مفتاحا للتعليم وللتنشئة الاجتماعية وللتثقيف في نفس الوقت. وأما المضمون المادي بالنسبة للإدارة وهيئة التدريس فإنه الفضاء الذي تتأسس فيه العلاقات الاجتماعية الواسعة التي تحدد نظرة وسلوك المدرس تجاه الإدارة والزملاء، فكثيرا ما يتدخل المضمون المادي في إنجاح العلاقات الاجتماعية من مكونات العملية التعليمية التعلمية، ويعمل على نجاح أو فشل الفعل البيداغوجي، فمثلا: تثار في بعض الأحيان نقاشات حادة من أجل العمل داخل قسم معين دون آخر، وكثيرا ما تؤثر قاعة المدرسين في نفسيتهم حيث في حضنها تتبلور العلاقات الاجتماعية بينهم، من خلال التفاعل مع هموم المهنة، أو هموم المعيش اليومي وتذكرهم بذكريات مختلفة، وفي كنفها تناقش مشاكل القطاع التربوي، وكذا بعض المشاكل الشخصية، أو تنطلق بوادر الاتحاد والانخراط في جمعيات ومنظمات وأحزاب وجماعات معينة. وأما موقع الإدارة التربوية من المؤسسة التعليمية فله أهمية قصوى في تشكيل وجهات نظر ومواقف لدى الإداريين والمدرسين والمتعلمين، من حيث يؤدي الموقع في بعض الأحيان أو أكثرها إلى توتر العلاقات الاجتماعية، من منطلق الرقابة والتجسس والضبط المرفقي أو من منطلق التسيب واللامبالاة أو من منطلق المقاومة الثقافية السائدة في المجتمع تجاه الإدارة، لرمزية هذه الإدارة لعقلية نظامية معينة، تختزل السلبيات والإيجابيات وفق ما ترشح في الذاكرة الثقافية الجمعية. وفي ظل دلالات المضمون المادي، نجد دلالة التعليم والتعلم ؛ من حيث أن البناء المدرسي لم يقم اعتباطا وإنما تطلب دراسة هندسية وتعليما تقنيا وآخر فنيا، حتى تم تخطيط المضمون المادي من خلال كفايات وكفاءات المهندسين والتقنيين والفنيين والبنائين وغيرهم من المتدخلين في تشييده. وبذلك يرتبط المضمون المادي للمؤسسة التعليمية بمفهوم العلم والتعلم والتعليم، كلها في تساوق تام يستحضرها هذا البناء الجامد عند تفقهه وتمعنه بعين المتفكر في جدرانه وساحاته وأغراسه وناسه ومؤثثاته ... فالفكر العلمي حاضر بطريقة أو بأخرى في المضمون المادي، فـ(الشكل المعماري كوسيلة للتعبير عن الظرف التصميمي والفكر الذي بلور بصدده يستهدف الإقناع بهذا الفكر أو الموقف ) . كما أن الفضاء المادي يدفع المتعلم إلى التساؤل حول من بنى المدرسة ومن ساهم في التدريس في رحابها، وما عطائها العلمي والثقافي والاجتماعي إلى غير ذلك. وكل تلك الأسئلة مدخل إلى البحث والدراسة، وهما أساس آفاق العلم. ومما سبق، ومن غيره من الأمثلة يتضح أن للمضمون المادي للمؤسسة التربوية على اختلاف مكوناتها علاقة ارتباط بالعلاقات الاجتماعية بناء واحتضانا وتوجيها، لأنه سجل المخزون الاجتماعي للمجتمع، فقد أكد مثلا بارنس أن (العمارة هي سجل لعقائد المجتمع) ، وقد استدل بها القرآن الكريم في أكثر من آية، استشفافا للعبر أو استثمارا للفضائل، حيث يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه : ( والبيت المعمور، والسقف المرفوع ) . ويؤكد مشاري بن عبد الله النعيم على أن في العمارة أو البيئة العمرانية آلية للمقاومة الثقافية، لأجل: ( حماية الذات الجماعية من عوامل الذوبان أو التعرية ). ومن ثم، فالمؤسسة التربوية محفورة في شخصيتنا كما هو محفور بيتنا( بشكل مادي في داخلنا ) على حد قول غاستون باشلار. وتكون بذلك العمارة المدرسية ( منظومة فراغية وبصرية واجتماعية لا تقتصر على فضاء الحاجة الوظيفية للإنسان المرتبطة بزمان ومكان معينين، بل لها وظائف تتعدى الحدود الزمانية والمكانية وحتى البيولوجية للوجود المادي، فعلى المستوى الجماعي تمكن العمارة المجموعات البشرية من تسجيل وحفظ ذاكرتها الجماعية والمحافظة عليها وتخليدها، وذلك رغم اندثار وجودها العضوي والبيولوجي... لتضفي على الحياة مظهرها الرمزي الحيوي) .

2 ـ مضمون قانوني

المؤسسة التربوية مرفق عمومي يؤدي خدمة عامة للناشئة والوطن، تتضمن قوانين مؤسسة وتنظيمية ونظامية ضابطة. منها القوانين العامة ومنها القوانين الخاصة ومنها العرف التعليمي والتربوي، وجدت للضبط والتنظيم والتسيير. في إطارها تخلق العلاقات الاجتماعية، وتتحرك بين الإدارة والمدرسين والمتعلمين حركة دائرية أو أفقية أو عمودية وفق القانون المؤطر للعلاقة. كما أن المضمون القانوني يتضمن عقدا بيداغوجيا غير معلن بين المتعلم والمدرس، تنبع منه العلاقات البيداغوجية والاجتماعية بينهما، وفق واجبات وحقوق كل منهما. بجانب مضمون قانوني غير صريح، وغير مكتوب متمثل في الطقوس والأعراف والتقاليد والأدبيات التربوية التي تراعيها الإدارة وهيئة التدريس والمتعلم في علاقاتهم الاجتماعية. وهو (مجموعة وسائل ضبطية مكتوبة تستخدم في المؤسسات والتنظيمات والجماعات الرسمية لإلزام أعضائها على الامتثال لقواعدها وأهدافها وقوانينها المعلنة والظاهرة). في ظل المضمون القانوني، تتجه العلاقات الاجتماعية إلى الضبط والوضوح؛ حيث تتحدد موضوعيا بالواجب والحق، اللذين يلزمان مصدر العلاقة الاجتماعية بأداء واجب اتجاه مستقبل العلاقة الاجتماعية صاحب الحق. وتكون هذه العلاقة في تجاه واحد ذي موجهة واحدة. وفق الشكل التالي:

مصدرالعلاقةالاجتماعية مستقبل العلاقة الاجتماعية

 

 

( الطرف الأول: الواجب ) أداء الواجـــــب ( الطرف الثاني: الحق )

 

كما أنهاعلاقة؛ إما أفقية إن كانت من زميل لزميله، مثل العلاقات الاجتماعية الناشئة في المجالس التعليمية أو التربوية أو في القانون الداخلي للمؤسسة، أو في جماعة القسم أثناء الحوار بين أعضائها، وإما عمودية إن كانت من الإدارة إلى هيئة التدريس أو إلى جماعة القسم، مثل العلاقات الاجتماعية الناشئة عن اللوائح التنظيمية الإدارية والتربوية الصادرة عن الإدارة ( المذكرات الداخلية/ المحلية ). أو كانت من الإدارة إلى هيئة التدريس أو إلى جماعة القسم، مثل العلاقات الاجتماعية الناشئة عن الواجبات المنزلية، أو الأداء الصفي، أو كانت من قائد أو قواد زمرة أو زمر جماعة القسم إلى أعضاء الزمرة. فالعلاقات الاجتماعية الناشئة في هذا الإطار تكون عمودية، فمثلا توزيع الأدوار في الزمرة أو تقسيم العمل فيها. وإما دائرية إن كانت صادرة من جهة وراجعة إليها، فالعلاقات الاجتماعية الناشئة عن الاستشارة القانونية أو التربوية أو الإدارية تكون دائرية، حيث تنطلق من طالب الاستشارة وترجع إليه لاتخاذ القرار المناسب، أو العلاقات الاجتماعية الناشئة عن أطر قانونية خارجية، فإنها تكون دائرية بين مكونات المؤسسة. وهذه العلاقات الاجتماعية الناشئة في إطار المضمون القانوني، تحقق تنظيم مناشط الكيان التربوي إزاء إشباع حاجات الأشخاص ضمن الكيان التربوي تحقيقا للواجب أو استيفاء للحق. ومن جهة أخرى تحمي الفرد والمؤسسة التربوية من الانحراف والجنوح والتحيز والتجاوز والشذوذ عن المعايير والقواعد الواردة في المضمون القانوني الذي يضمن بعدا اجتماعيا لها والذي يراه إميل دوركهايم رمزا للتضامن الاجتماعي، وحتى تؤدي المؤسسة التربوية وظيفية التعليم/التعلم من الوجهة التعليمية، ووظيفة التنشئة الاجتماعية من الوجهة الاجتماعية. فالمضمون القانوني للمؤسسة التربوية يعمل على خلق علاقات اجتماعية حسب طبيعة السلطة التي ينتجها، وهي عند ماكس فيبر:

أ ـ سلطة المنقذ: وتعني القدرة على المستوى العادي الموجود في القائد، تسمح له بقيادة أتباعه بنجاح ودراية.

ب ـ سلطة تقليدية: وهي السلطة الموروثة والمنمطة والمتسيدة والمقدسة كما في الأسرة أو النظام البطريقي أو الملكية المطلقة أو الديكتاتورية السياسية.

ج ـ سلطة قانونية: وتعني السلطة النابعة من القواعد التشريعية في المؤسسات الرسمية. حيث يجب أن يسود النوع الثالث المؤسسة التربوية حتى يسود القانون لا المزاج. وبذلك يسود منطق المأسسة لا منطق الأفراد والموظفين.

 

3 ـ مضمون اجتماعي

المؤسسة التربوية بجانب متدخلين آخرين تكون طبع المتعلم؛ ليتجسد في كيانه الفردي وفي سلوكاته، قصد الاندماج في المجتمع، وفي زمرة اجتماعية معينة. يكتسب تصوراتها الجمعية بانغماسه وغرقه في نسقيتها، فتنشأ العلاقات الاجتماعية بينه وبين مكونات النسق الأخرى: الإدارة وهيئة التدريس والزملاء، والنظام المدرسي، ومن ثم كان ضروريا وجود مضمون اجتماعي للمؤسسة التربوية، لتؤطر به تلك العلاقات البينية، وتمتاحه من المنظومة الاجتماعية العامة للمجتمع، ومن المنظومة الخاصة بها، من تراث وتاريخ وأعراف وتقاليد من التاريخ التربوي، خاصة منه آداب المتعلم في الفكر الإسلامي، التي تنظم العلاقة الاجتماعية والتربوية بين الأستاذ والمتعلم، ومن سلوكيات مكونات المؤسسة.

فالمضمون الاجتماعي، هو الذي يعطي للعلاقات الاجتماعية قيمتها، من حيث الإيجاب والقبول أو السلب والرفض. فالعلاقات التي تقوم على معايير اجتماعية موجبة تكون مقبولة اجتماعيا، والتي لا تكون كذلك ترفض؛ فمثلا: العلاقة المبنية على الهدية غير العلاقة المبنية على الرشوة، أو العلاقة المبنية على الحرية غير العلاقة المبنية على التسلط والإجبارية، والعلاقات المؤسسة على الاحترام والتقدير غير التي تؤسس على الاحتقار. كما يفصح عن نفسه في أعراف وتقاليد وطقوس وأمثال وحكم، وفي رمزية الانضباط والنظام والمسؤولية، من خلال تحمل نتائج القوانين والأوامر وتبعيات القرارات ونتائج العلاقات التي تقوم بين مختلف الأطراف، والشعور بالمشترك وبالمتباين وبالتمايز الوظيفي، وبتقسيم العمل وفق المضمون الاجتماعي للمجتمع. فمثلا المجتمع الذي تسود علاقاته الاجتماعية الفوضى أو التسلط أو اللامبالاة، تكون العلاقات الاجتماعية لمؤسسته التربوية حسب سمة علاقات المجتمع تلك، إما فوضوية أو تسلطية أو لا مبالية. وقس على هذا.

والمضمون الاجتماعي للمؤسسة التربوية يعمل على موافقة العلاقات الاجتماعية القائمة بالمؤسسات للمعتقدات السائدة وانسجامها مع العادات الشائعة في المضمون الاجتماعي العام، وهو يلزم الفرد على الاستجابة للصورة التي كونها المجتمع عنه. ولا يهمه انطباق الصورة مع جوهرها. كالأحكام الاعتباطية التي نطلقها على بعض المتعلمين، من تكاسل وتقاعس وفوضوية دون ضبطها بوقائعها العلمية ومؤشراتها الدالة. ويتكون هذا المضمون في جوهره من التصورات الجمعية المؤدية إلى تصورات معينة للروابط الاجتماعية، تنطبع في البنية النفسية للمؤسسة تجري فيها مجرى الآلية والميكانيكية في التعامل بها. فتصبح مشخصة واقعيا ومنمطة يشترك فيها الجميع، ممتثلين لقواعدها ومحدداتها ومعاييرها، شاعرين بتضامنهم وتماسكهم الاجتماعي وانتمائهم لمؤسستهم التربوية، لأن النمطية في معظمها آلية إلزامية خفية، وهي من وسائل الضبط الاجتماعي الذي تأخذ به المؤسسة التربوية لتحديد السلوك السوي والمنحرف، ولتحقيق النظام الاجتماعي فيها إزاء تحقيق الفعل البيداغوجي. ففي المضمون الاجتماعي للمؤسسة؛ تعتبر (العلاقات الشخصية بين الأفراد عنصرا أساسيا في خلق الجو الاجتماعي الصالح في المدرسة، فليس الحكم الذاتي وحده أو ملاءمة الجدول المدرسي لمختلف المواد كفيلا ببث روح الجماعة الصالحة في المدرسة ما لم يشعر أفراد هذه المدرسة بشعور الرضا الشخصي، والعلاقة الوظيفية الطيبة بين بعضهم... )، كما ( تعد المدرسة بحق الوكالة الاجتماعية الثانية، بعد الأسرة، للقيام بوظيفة التنشئة الاجتماعية للأطفال، والأجيال الشابة. حيث تقوم المدرسة بإعداد الأجيال الجديدة روحيا ومعرفيا وسلوكيا وبدنيا وأخلاقيا ومهنياً، وذلك من أجل أن تحقق للأفراد اكتساب عضوية الجماعة والمساهمة في نشاطات الحياة الاجتماعية المختلفة).. وهي بذلك(ليست أداة ووسيلة من أجل الحياة بل هي الحياة عينها ). وعليه، المدرسة مضمون اجتماعي يحمل أبعادا اجتماعية عديدة ليس هذا مقالها. ونؤكد بأن المناخ الاجتماعي السائد في المؤسسة التعليمية متغير حاسم في أداء وتحصيل المتعلمين، وفق دراسة قام بها الباحث بروكوفر وأصدقاؤه.

. 4 ـ مضمون رمزي

الرمزية الاجتماعية من طبيعة المؤسسة التربوية انطلاقا من موضوعها الذي تشتغل عليه، وهو تربية وتعليم الإنسان. وبما أن الإنسان اجتماعي بطبعه، محمل بنظام رموز تعبر عن كينونته الاجتماعية والثقافية والإيديولوجية والدينية ... وتميزه عن الحيوانات. ومهما تطورت الرموز واختلفت وتنوعت ( لا يمنع أن تظل هذه الرموز جوهر النفسية الجماعية، وأن تكون موغلة في جميع ميادين الفكر والعمل، ونستطيع أن نفهم مدى نظام الرموز هذا واتساعه إذا ذكرنا أن جميع ضروب التقدم في الفكر الاجتماعي المقنن تحدث عن طريق اتساع التجربة وتعميقها كما تحدث أيضا عن طريق تكثيفها وتبسيطها، وهذا هو شأن العلوم، التي تضع في صيغة واحدة مظهرا كاملا من مظاهر الكون، بل إن اللغة والكتابة، قبل العلم، تصورات ترمز إلى العالم المادي والاجتماعي. فعن طريق اللغة توسع النفسية الجماعية انتصاراتها في الزمان، وعن طريق الكتابة تقتنص الزمان وتثبته، ولكن الإشارة الملفوظة والمكتوبة ما هي إلا رمز، ورموز كذلك مصطلحات جميع العلوم ومبادئها ونظرياتها، وما زلنا في حاجة بعد إلى التدليل على دور الرمزية في الأدب والفن والدين، والحق إن جميع العلائق الاجتماعية محملة بالرموز، من حركات التأدب والتحية وحتى الحفلات المقدسة، ومن الوثائق التأمينية حتى تحرير الأحكام القانونية... وأيا كان الجانب الذي ننظر إليه في الحياة الاجتماعية، لم نعثر على لفظ أو أداة أو بناء أو أي شيء لا يحمل سوى معنى طبيعي خالص بحيث يدركه مباشرة أفراد غير أفراد الزمرة التي هو فيها. هكذا نجد أن الموضوع الذي يستخدم رمزا يظل دوما مثقلا بالقوة الانفعالية المنبثقة عن المجتمع، فالعلم يشتمل على كل ما لدى أمة من الأمم من تاريخ ومن إدارة في الحياة... والواقع الاجتماعي يبدو على هذا النحو بمثابة شبكة واسعة من الرموز ومشدودة فوق الواقع المادي... وتجاه الرموز الاجتماعية تتبدى التربية ضربا من التدريب الغامض المستتر. وفيما يتصل بالروحانية المحضة تمثل الرموز الاجتماعية ضربا من الترجمة والنقل لها يجعلها مدركة، حتى لكأن هذه الرموز الاجتماعية أقنعة تلبسها الروحانية كيما يستطيع المجتمع الوصول إليها... وهو الذي يملك وحده معنى الرموز التي يستخدمها، والذي يسهر على الإبقاء على جلالها حفاظا على بقائه هو، يعني بالضرورة أيضا بنقل هذا المعنى من جيل إلى جيل، وإليه وحده يوكل هذا الأمر القمين به).من حيث أن ( الإنسان كائن رمزي، إنه رمزي بكل المعاني التي يمكن أن تحيل عليها كلمة رمز. فهو يختلف عن كل الموجودات الأخرى من حيث قدرته على التخلص من المعطى المباشر وقدرته على الفعل فيه وتحويله وإعادة صياغته وفق غايات جديدة. ويختلف عنها أيضا من حيث قدرته على العيش مفصولا عن الواقع ضمن عوالم هي من نسج أحلامه وآلامه وآماله). وهي القدرة التي يؤديها المضمون الرمزي للمؤسسة التربوية، ويربي المتعلم عليها وعلى تقديريها. فكثيرا ما وجدنا المدرسة تربي على طاعة القائد الرمز، وسلوك تقاليد معينة في الأكل والشرب واللباس وغيرها لرمزيتها في الذاكرة الجمعية للمجتمع، وحصانتها بالمقدس أو التقديس! فضلا عن ممارسة المؤسسة التعليمية فعلا رمزيا بكل امتياز، حيث المعرفة التي تبنيها لدى المتعلم تعتمد على الرمز بكل تلاوينه الحركية والصوتية والخطية واللونية ... وتتطلب لتخزينها تحويلها إلى تمثلات وتسنينات وشفرات رمزية، يتم استدعاؤها عبر تنشيط مفاتيح معينة.

 

5 ـ مضمون سياسي

تشكل المؤسسة التعليمية حاضنة للفعل السياسي في صورة تعليم النشء المفاهيم والقيم والنظم السياسية، من خلال المنهاج الدراسي، وتشكل النشء وفق رسميات السياسة التعليمية؛ حيث الغاية الكبرى والمعلنة، هي المواطن الصالح أو المواطَنَة الفاعلة في المجتمع والمنفعلة به، لكن في ثنايا هذه الغاية تكمن أهداف غير معلنة وصريحة مثل: تشكيل مواطن وفق سحنة مميزة بمواصفات محددة أو بناء إيديولوجية ما ضمن إطار القولبة الفكرية والثقافية؛ بما يضمن للفعل السياسي مشاركة الفرد في الحقل السياسي العام مشاركة بنوعية ما معينة وبكمية ما محددة سلفا في بنيته الذهنية، لا تتجاوز مواصفات المنتوج السياسي. وبهذا، تعد المؤسسة التعليمية بمضمونها التشريعي، وبتنظيمها القانوني ونظامها الداخلي، وبتقاليدها وأعرافها المجتمعية حقلا سياسيا صريحا ( تمارس الإيديولوجية الصريحة والرسمية بشكل متين ومقصود من خلال العلاقات والأدوار الرسمية) حيث(في المدرسة يخرج الطفل إلى عالم المدنية لأول مرة ويتعلم قانونها الذي هو قانون المواطنية. تمر الإيديولوجية الرسمية في المدرسة من خلال المناهج الدراسية بما لها من توجهات فكرية وعقائدية وسلوكية وتاريخية، فهذه المناهج لا تنقل المعرفة فقط بل تقوم بدور قولبة التوجه عند التلميذ نحو المجتمع والوطن والتاريخ، وهو ما يشكل جميعا البعد الرسمي للتنشئة وخصوصا على صعيد القولبة الذهنية، إلا أن دور الإيديولوجية الخفية للمدرسة أكثر انتشارا وعمقا، فهو يمر حتى من خلال بعض المواد التي قد تبدو محايدة ظاهريا كالعلوم). فالنظام المدرسي (ليس مجرد إطار للانضباط بل أنه يعكس أنماط علاقات السلطة الشائعة، أو النماذج المفضلة لعلاقات السلطة: العلاقات الضمنية، العلاقات مع الإدارة والجهاز التعليمي، الأنظمة المدرسية التي تضبط السلوك، المثل والنماذج المدرسية، التلميذ النجيب والطالب المثالي، والتلميذ المشاغب والطالب الفاشل ) ، والمدرسة غير محايدة سياسيا نتيجة ذلك، بل تعد القناة الرسمية والرئيسة للتنشئة السياسية. حيث ( تلعب المدرسة دوراً مهماً في عملية التربية السياسية للطالب عن طريق التثقيف السياسي من ناحية، وطبيعة النظام المدرسي من ناحية أخرى. ويتم التثقيف السياسي من خلال مقررات... تهدف إلى تعريف التلميذ بحكومة بلده وتحديد السلوك المتوقع منه، وغرس مشاعر الحب والولاء للوطن... وفيما يتعلق بطبيعة النظام المدرسي، يلاحظ أن المدرسة بمثابة وحدة اجتماعية لها جوها الخاص الذي يساعد، بدرجة أو بأخرى على تشكيل إحساس التلميذ بالفاعلية الشخصية وتحديد نظرته تجاه البناء الاجتماعي والسياسي القائم). وهذا الدور السياسي للمؤسسة التعليمية معلن في كثير من المناهج، التي لا تقف عند تبيان النظام السياسي للبلد والتعريف به، وتبيان خصائصه وخصوصياته فضلا عن سلبياته وإيجابياته، بل تذهب إلى تمجيد الأشخاص وتقديسهم بدل المؤسسات، ومنه تبث في النشء نوعا معينا من السياسة وتقولبهم فيه، وتعمل على تعليم ( المرء مجموعة القيم والمعايير السياسية المستقرة في ضمير المجتمع بما يضمن بقاءها عبر الزمن ) التي تشكل الدعائم الأساس للفكر السياسي، مثل الإيمان بضرورة التنظيم السياسي للمجتمع كمدخل للمدنية والاجتماع البشري، قائم على الديمقراطية والعدل والمساواة... والمضمون السياسي للمؤسسة التعليمية لا ينفك أن يكون مضمونا علائقيا، ترتبط في إطاره المؤسسات السياسية والقانونية والخدماتية بعلاقات بينية متنوعة ضمن أطر قانونية واجتماعية وثقافية واقتصادية وفكرية وعقائدية معينة. ويلتزم فيه الأفراد بالقيم والمعايير والقوانين الناظمة لعلاقاتهم المتنوعة، مما ينتج مجتمعا منضبطا لمبادئه وقيمه وأخلاقياته المجتمعية التي تحصنه من التآكل من الداخل، وتحفظ عليه لحمته الداخلية في إطار من تدبير الاختلاف فيما بين أفراده بآليات الفعل السياسي الديمقراطي الملتزم نحو شعبه وأمته.

خاتمة

إن المؤسسة التعليمية في عمقها مؤسسة خدمية متعددة الأغراض، منها ما هو صريح ومنها ما هو خفي مضمر. تتظافر فيها المضامين من أجل خلق فرد وفق سحنة محددة ومعينة. فإن تنافرت مضامينها وتناقض فيما بينها خلقت فردا مشوها، لا يملك سحنة، بل يتماهي بماهية الإناء الموجود فيه! وبذلك تعد أخطر مؤسسة رسمية في المجتمع. يجب بناؤها على أسس متينة وقوية، مرتبطة بماهية المجتمع، منفتحة على الآخر دون الذوبان فيه.

 

المراجع العربية

- القرآن الكريم

- رونيه أوبير، التربية العامة، ترجمة عبد الله عبد الدائم، دار العلم للملايين، بيروت، 1979، ط4.

- مشاري بن عبد الله النعيم: المقاومة الثقافية في المجتمع السعودي المعاصر، دراسة للبيئة السكنية، الدارة، دارة الملك عبد العزيز، الرياض، م.ع. السعودية، 1421، السنة: 26، العددان 1 ـ 2.

- حازم راشد النجيدي، ما يراد تحقيقه وما يتحقق فعلا في العمارة العربية المعاصرة،

- توفيق أحمد عبد الجواد، تاريخ العمارة الحديثة في القرن العشرين، المطبعة الفنية الحديثة، القاهرة، مصر، 1972، ص.: 4

- غاستون باشلار، جماليات المكان، ترجمة غالب هالسا، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1996

- معن خليل عمر، البناء الاجتماعي أنساقه ونظمه، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 1992، ط1

. co. London, 1969.. ـ عبد العزيز صالح، التربية وطرق التدريس، دار المعارف، القاهرة، مصر، د.ت، ط10، ج2

. ـ سعد صحن مرزوق الهاجري، المدرسة والتنشئة الاجتماعية،

ـ علي أسعد وطفة، هل يمكن للمدرسة أن تكون ديمقراطية في مجتمع غير ديمقراطي؟ ديمقراطية التربية في مجتمع طبقي، جريدة الأسبوع الأدبي العدد 1025 تاريخ 30/9/2006.

ـ سعيد بنكراد، السيميائيات: النشأة والموضوع، عالم الفكر،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2007، مج 35، عدد 3

. ـ مصطفى حجازي وآخرون، ثقافة الطفل العربي بين التعريب والأصالة، سلسلة ثقافتنا القومية2، منشورات المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط، المغرب، 1990، ط1.

ـ عيسى أبو زهيرة ، المنهاج الفلسطيني والتنشئة السياسية للطفل في فلسطين،

ـ مصطفى أحمد تركي، السلوك الديمقراطي، عالم الفكر،وزارة الإعلام، الكويت، 1993، المجلد 22، العدد2.

المراجع الأجنبية

http://www.albenaamagazine.com.sa/Issues%20Record/Iss%20170-171/Opinion.htm

. The Macmillan co. London, 1969..ـ MAX WEBER :<> Coser, L.A and Rosenbery; eds

http://www.kuwait25.com/ab7ath/view.php?tales_id=502

http://www.sis.gov.ps/arabic/roya/8/page4.htm.

.

مصدر المقال: مجلة التنشئة، مجلة علمية تربوية متخصصة، المجلد 1، العدد 3، ماي 2007، ص.ص.: 40 ـ 48. مجلة تصدر في المغرب.





 
 


 

مشروع المؤسسة ، تعريفه و مراحل إنجازه ؟

21/11/2007 09:13

مشروع المؤسسة ، تعريفه و مراحل إنجازه ؟


ماهو مشروع المؤسسة؟
هو خطة عمل تساهم جميع الأطراف المعنية في بلورتها وترمي الى تجسيم
مشروع مدرسة الغد على مستوى المؤسسة معتبرة خصوصياتها ومحيطها, وهو
بمثابة عقـد تلتزم هذه الأطراف بتنفيذه على مراحل .

لماذا مشروع المؤسسة ؟
يرمي مشروع المؤسسة إلى :
* تفعيل دور المؤسسة كحلقة أساسية في المنظومة التربوية.
* إشاعة روح المسؤولية لدى كل الأطراف المعنية وضمان مساهمتهم في تحقيق الأهداف المرسومة.
* تجويد مكتسبات التلاميذ والارتقاء بنتائجهم الى مستوى المعايير العالمية.
* تطوير الحياة المدرسية وتحسين المناخ داخل المؤسسة التربوية.

من هي الأطراف المعنية بمشروع المؤسسة ؟

الأسرة التربوية بالمؤسسة والتلاميذ والأولياء في تفاعل مع المحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

ما هي مقومات نجاح مشروع المؤسسة؟

* انخراط كافة الأطراف المعنية
* التوظيف الأمثل للإمكانات المتوفرة
* الالتزام بالأهداف المرسومة للمشروع
* إنسجام أهداف المشروع مع مشروع مدرسة الغد

مراحل المشروع
الإطار العام:
تمثل المؤسسة التربوية نقطة ارتكاز النظام التربوي وخليته الأساسية، فيها تتجسم الأهداف الوطنية، ويتحدّد مصير التلاميذ وتمارس حقوقهم وواجباتهم. وعلى هذا الأساس أمكن الحديث عن مفعول المؤسسة "l''effet établissement"، ويقصد به جملة العناصرالكمية والنوعية التي تتفاعل لتحدد نجاح المؤسسة أو تسبب فشلها. ومادامت المنظومة التربوية هي مجموع وحداتها المكونة، فإن تحسين مردودها والارتقاء بجودتها وتحقيق الإنصاف يمر، لا محالة، بتفعيل دور المؤسسة وبتأهيلها للنهوض بوظائفها التربوية المتعددة وبتطويرعمل المتدخلين فيها.
ومن هذا المنطلق، وفي إطار مشروع مدرسة الغد الذي نتأهب لإدراجه ضمني أهداف المخطط العاشر، وضعت الوزارة برنامجا وطنيا يهدف إلى تطوير عمل المؤسسات التربوية وذلك بحفز كل مؤسسة على إرساء مشروع تربوي متكامل يأخذ في الاعتبار خصوصيتها، مع مراعاة وحدة النظام التربوي وغاياته.

الأهداف العامة للنظام التربوي:

يندرج مشروع المؤسسة في إطار أهداف النظام التربوي، ويشكل جزءا من مشروع شامل يرمي إلى كسب الرهانات المطروحة. وتتمثل هذه الرهانات في :
1- تعبئة الإطار التربوي حتى ينخرط في مشروع مدرسة الغد ويتحمس لإنجاحه.
2- تحسين مردود المدرسة، كما وكيفا، والتصدي لمختلف أنواع الفشل المدرسي.
3- إرساء تعليم يضمن جودة مكتسبات التلاميذ ويعدهم لمتطلبات عالم الغد وبناء مجتمع المعرفة.
4- الارتقاء بالحياة المدرسية وتحسين المناخ المدرسي حتى تكون المؤسسة التربوية فضاء للعلاقات البشرية السليمة وللتعايش والتكافل والعمل يجد فيه كل طرف أسباب تحقيق ذاته.
5- تدعيم اللامركزية بما يسمح للإدارة الجهوية والمؤسسة بوضع مشاريعها المميزة في إطار الأهداف الوطنية.
6- إدخال مزيد من المرونة على مستوى تنفيذ البرامج التعليمية والتنظيمات البيداغوجية والأنساق المدرسية ( rythmes scolaires) والتصرف الإداري، والتكوين المستمر.
الأهداف الخاصة بالمؤسسة التربوية:
عملا بمبدأ تكافؤ الفرص، وضمانا لحق الجميع في التعلم وفي النجاح، يتعين على كل مؤسسة تربوية أن تجسم، في مستواها، الأهداف الوطنية، وأن تساهم في رفع التحديات المطروحة على النظام التربوي. وفي هذا الإطار فهي مرتبطة بعقد معنوي مع الأهالي القريبين منها ومع المجموعة الوطنية عامة. ويترتب عن هذا العقد مسؤولية المؤسسة وأهدافها الخصوصية والمتمثلة في:
1- تفعيل دور كل الأطراف وخلق الظروف الملائمة لتضطلع المؤسسة بمهامها كحلقة أساسية في المنظومة التربوية.
2- وضع مشروع تربوي شامل تلتقي حوله كل الأطراف المتدخلة في العملية التربوية في المؤسسة وخارجها، يلتزم به الجميع ويكون مرجعا لهم ولسلطة الإشراف، وفي ضوئه يقع تقييم عمل المؤسسة.
3- تشريك كل الأطراف المعنية في تصور مشروع المؤسسة والسهر على إنجازه وتقييم نتائجه.
4- ستنهض همم المتدخلين وإشاعة روح المسؤولية لديهم حتى ينخرطوا في مشروع المؤسسة ويساهم الجميع في إنجاحه.
آليات للتسيير والتشاور والمتابعة والتقييم:
على مستوى الوزارة
. تكوين لجنة قيادة (Comité de pilotage) تكلف بتسيير البرنامج وطنيا ومتابعته وتقييمه وتعديله عند الإقتضاء.
. بعث قاعدة معطيات خاصّة بمشروع المؤسسة (إدارة الإعلامية، مكتب الدّراسات، معهد علوم التربية) تجمع فيها مشاريع المؤسسات التربوية للتقييم والاستغلال.
على مستوى الجهة
. يضطلع مجلس التفقّد بدور لجنة القيادة بالنسبة للمرحلة الأولى في التعليم الأساسي. أمّا بالنسبة للمرحلة الثانية من التعليم الأساسي وللتعليم الثانوي، فيمكن أن توكل هاته المهمّة.
- سواء لهيئة مكونة من ثلّة من المديرين والمتفقدين ويشرف عليها المدير الجهوي.
- أو لمجلس موسّع يضم كافة المديرين والمتفقدين، يجتمع دوريّا.
- بعث قاعدة معطيات خاصّة بمشروع المؤسسة تجمع فيه مشاريع المؤسسات للتقييم والاستغلال ويمكن أن تكون هذه القاعدة على مستوى الدّائرة بالنسبة للمرحلة الأولى للتعليم الأساسي.
على مستوى المؤسسة التربويّة
. بعث هيكل تشاور يضم إلى جانب المدرسين ممثلين عن بقية الأطراف (التلاميذ، القيمين، العملة، إلخ) ، وتوكل لهذا المجلس الذي يجتمع بانتظام (مرّة في الشهرين) إعداد مشروع المؤسسة وتنفيذه.
. تكوين لجنة قارّة مكونة من المدير والناظر والقيم العام وأساتذة القسم وممثل عن الأولياء والقيمين والعملة تتولى متابعة تنفيذ مشروع المؤسسة ومعاضدة المدير في تسيير المؤسسة كلّ في مجال اختصاصه.
. تكوين فريق فنّي مضيق يقوم بإشراف الناظر بجمع كافة المعطيات الخاصّة بالمدرسة وتحليلها وإعداد تقرير في شأنها يقدم للمجلس الموسع ثمّ يرسل بعد التعديل للجنة المتابعة الجهوية.

منهجية انجاز المشروع

أولا : تشخيص واقع المؤسسة :

استنادا إلى توجهات مدرسة الغد وأهداف المخطط العاشر يتم تشخيص وضع المؤسسة بـ :
* مع المعطيات حول المؤسسة (النتائج - مؤشرات الحياة المدرسية - الموارد المتوفرة)
* تقييم وضع المؤسسة بالنظر إلى المؤشرات الجهوية والوطنية واعتمادا على المعطيات التي تم جمعها.
* تشخيص العوامل المؤثرة -سلبا أو إيجابا- على إنجاز المشروع

ثانيا : إعداد المشروع

* اعتماد التشخيص لتحديد جملة من الأهداف المميزة يقع تجسيمها في إطار مخطط خماسي وحسب الأولوية
* ضبط الحاجيات الضرورية لتحقيق الأهداف المرسومة
* ضبط الإمكانات البشرية والمادية المتاحة وسبل استغلالها الاستغلال الأمثل وعند الضرورة تقدير الإمكانات الإضافية اللازمة لإنجاز المشروع
* وضع خطة عملية تراعي الإمكانيات والحاجيات لبلوغ الأهداف المرسومة تنفذ على مراحل سنوية على مدى خمس سنوات
* ضبط مؤشرات وآليات متابعة المشروع وتقييمه.

ثالثا : إنجاز المشروع :

* المشروع في تطبيق الخطة في مفتتح السنة الدراسية 2001-2002
* متابعة متواصلة لإنجاز المشروع وتعديله عند الاقتضاء.

رابعا : تقييم المشروع :

يتم تقييم المشروع سنويا في ضوء :
* الأهداف المرسومة له
* التوجهات العامة للسياسة التربوية
ويرمي التقييم إلى الوقوف على :
* التغييرات الدالة في مردود المؤسسة
* أسباب النجاح
* العوامل السلبية التي يحتمل أنها حالت دون بلوغ الأهداف المرسومة
* تعديل الخطة على ضوء الدروس المستخلصة من التقييم





 
 


 

التعريف المختصر للكفاية

21/11/2007 08:56

التعريف المختصر للكفاية


1- مفهوم الكفاية

أبرز ميزة وسمت عملية مراجعة المناهج بالمدرسة المغربية اعتماد الكفايات التربوية كمدخل بيداغوجي.

فالكفاية في اللغة مشتقة من فعل(كفى)، يقال: كفي يكفي كفاية سد الحاجة،وكفى حاجات فلان قام فيها مقامه...وكفاه مؤونة عمل أغناه عن القيام به، وكاف: لا ينقصه شيء...وكفاية: مقدرة، هو ذو مقدرة في عمله.....

في الاستعمال التربوي فالكفاية هي : نظام من المعارف المفاهيمية والاجرائية التي تكون منظمة بكيفية تجعل الفرد قادرا على الفعل عندما يكون في وضعية معينة، أو إنجاز مهمة من المهام، و حل مشكل من المشاكل..

فالكفاية مجموع القدرات والأنشطة والمهارات المركبة التي تتعلق بقدرة أو بنظام داخلي تجسمه الأنشطة والآنجازات.

هذا يعني أن الكفاية في مفهومها التربوي العام استعداد يمتلكه المتعلم لتوظيف ما سبق له أن اكتسبه - في سياقات تعلميه - من معارف فكرية ومهارات حركية ومواقف سلوكية، توظيفا ملائما وناجحا في سياقات جديدة، تتطلب منه إيجاد حل لمشكلة أو تجاوز وضعية معينة.

2- مكونات الكفاية

من خلال التعريف السابق يمكن رصد مكونات الكفاية كالتالي:

هي نسق تتفاعل فيه كل المكونات التي سيأتي ذكرها.

تضم معارف مفاهيمية، إذ لا يمكن الحديث عن الكفاية دون أرضية معرفية.

هي مهارات عملية بحيث لا يكفي أن يمتلك المتعلم معارف معينة في مجال ما، بل لابد أن يكون متوفرا على مهارات خاصة.

تكون الكفاية في سياق وضعيات.

تنطلق الكفاية من مهمة/مشكلة بحيث لا يمكن تحقيق الكفاية إلا انطلاقا من وضعية تساؤلية(مشكلة) يوضع فيها المتعلم من أجل التوصل إلى الحل.

تنتهي الكفاية بإنجاز ملائم بحيث يتم حل المشكل عن طريق إنجازات تعتبر مؤشرات على بلوغ الكفاية.

3-أنواع الكفايات

في الغالب تنقسم الكفايات التربوية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

أ‌- كفايات أساسية : وهي كفايات عامة مشتركة بين كل مكونات أي وحدة من الوحدات الدراسية.

مثال 1: في وحدة اللغة العربية: أن يكون المتعلم قادرا على التعبير بواسطة اللغة شفهيا وكتابيا في مواضيع متنوعة/ أن يكون المتعلم قادرا على القراءة والفهم واستثمار المقروء/......

مثال 2: في وحدة التربية الإسلامية: الايمان الراسخ بالله وبرسوله والاعتزاز بالانتماء الاسلامي العربي/ التمكن من إتقان عبادتي الطهارة والصلاة/........

ب‌- كفايات نوعية: وهي كفايات خاصة بكل مكون من تلك المكونات على حدة.

مثال 1: في مكون القرآن الكريم: القدرة على حسن الإنصات إلى القرآن الكريم وإجلاله والتعلق به/ القدرة على حسن تلاوته وتجويد حروفه/......

مثال 2 : مكون التراكيب: القدرة على تعرف وتمييز واستعمال الجملة المفيدة فعلية وإسمية/ القدرة على تعرف وتمييز واستعمال المفاعيل/......

ج- كفايات مستعرضة : وهي كفايات لا ترتبط بمجال دون مجال آخر ، إذ يمكن أن تكون لها امتدادات في كل
الوحدات والمواد الدراسية.
مثال:(القدرة على التحليل/ القدرة على الانتباه والتركيز/القدرة على التعبير/اكتساب روح العمل الجماعي/.....)






 
 


 

تأهيل المعلم علمياً وتربوياً

21/11/2007 08:50

تأهيل المعلم علمياً وتربوياً


التعليم هو المدخل الحقيقي إلى عالم الغد بكل آماله وأمانيه .. بكل تحدياته وتطلعاته . رعاية التعليم وتطويره تعني العناية بمنابع الإبداع لدى الأمة .. تعني العناية بالبراعم الصغيرة التي تحمل إمكانات الخصب والعطاء الكثيرة . التعليم هو الطريق الوحيد إلى الرقي الحضاري للمجتمع الطموح إلى تكوين الأفذاذ القادرين على دفع عجلة التقدم .. للمجتمع المتعطش إلى ميادين الفكر والمعرفة لينهل من العطاء الفكري والمعرفي.
نقطة البداية لأي إصلاح وتقدم ننشده في العملية التعليمية يبدأ بتأهيل المعلم ومن معلم المدرسة الابتدائية انتهاءً إلى أستاذ الجامعة ، وكأني بهذا الأخير يولد عالماً بأصول التدريس وطرائق التربية أو أنه أكبر من أن يدرب وأعلم من أن يؤهل ! وبالسعي إلى رفع مستوى المعلم علمياً وتربوياً واجتماعياً يكسر طوق خناق نجاح العملية التعليمية وكفاءتها ؛ فالمعلم الجيد يغني عن المناهج الفعالة والوسائل المتقدمة والكتاب المتخصص وهي جميعها لا تغني عن المعلم المجيد ، ومن هنا كان كل إصلاح للتعليم يبتدأ بالمعلم وينتهي به .. المعلم يقوم بدور على مسرح الحياة الحاضرة من أكبر المهمات خطورة وأثراً فإعداده للتلميذ إعداداً علمياً ومسلكياً يعتبر من اللبنات التي يبنى عليها المجتمع ليتحقق على يدي التلميذ النهوض والتطور .. المعلم أنيطت على عاتقه التبعات التربوية لفلذات أكبادنا
.
إن مهنة التعليم تتميز عن غيرها من المهن الأخرى في أن الخامة التي يتعامل معها المعلم ليست أشياء جامدة بل كائنات حية فمسؤولية هذه المهنة لا تعادلها مهنة، ولكي يكون لها الفاعلية القصوى على المعلم أن يبحث باستمرار عن طرق وأساليب تقوى عنده الرغبة والحماس اللذين شعر بهما أول مرة علم فيها المادة التي يعلمها الآن ، فالرغبة والدافعية الذاتية أولاً وقبل كل شيء وبذل قصارى الجهد ثانياً تجعل المعلم ماهراً في طرق تدريسه وإلا مهما تضع من خطوات إرشادية للسير بطرق مثلى في التعليم لن تؤتي ثمارها
.
إن قدرة المعلم على توسيع مداركه تعطي لمهنة التعليم المعنى الحقيقي، وإحدى الصفات الملازمة للمعلم المفكر المتوقد الذكاء هي الفضول المعرفي والتوغل في حقول المعرفة مما يتيح له إمكانات ومجالات جديدة ويولد لديه دوافع أكثر دافعية للتقدم الأوسع نطاقاً . بعض المعلمين لا يتعدى عمله في مجال تخصصه نطاق الكتاب الذي يدرسه فكبل نفسه بقيود النطاق المعرفي الذي سجن نفسه فيه بينما المعلم الناجح يتصف بخبرة مستمرة ومتنامية ويتقدم في معارج الرقي ويتابع حركة النمو المعرفي في مجال علم التربية والتعليم وما يستجد من أفكار ومعلومات حول التربية والمناهج والممارسات التربوية والحقائق النفسية المكتشفة ليكون ابن عصره .




 
 

Début | Page précédente | 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 | Page suivante | Fin
[ Annuaire | VIP-Site | Charte | Admin | Contact louma6 ]

© VIP Blog - Signaler un abus